@ رصيف22
هذا النص من وحي الخيال، فلا تحرموا الخيال من الجنوح.
"لا تعتب عليه، إنّه إسماعيل، وماذا عسانا نرجو منه؟".
من كتاب "هكذا تكلّم سمو" للشيخ توفيق الحسيني.
دولة كردستان العظمى
في العاشر من آب سنة 1920، وعقب انتهاء الحرب العالميّة الأولى، وُقعت معاهدة سيفر بين دول المركز، النمسا والمجر والدولة العثمانيّة وألمانيا، وبين الحلفاء، فرنسا، بريطانيا، اليابان وإيطاليا. لا شأن لنا بالمعاهدة ونتائجها، إلّا أنّها أتاحت لنا فرصة التعرّف على حدود مبدئيّة لدولة كردستان، والتي سُميت لاحقاً بجمهوريّة كردستان العُظمى.
تبعت هذه المعاهدة مجموعة من الاجتماعات بين الدول العظمى وبين ممثلين عن الأكراد وممثلين عن دول وممالك مُنشأة حديثاً في المكان الذي كان يُسمى خلال أربعة قرون ماضية "السلطنة العثمانيّة". وبعد محاولات هنا وثورات هناك، ومملكة صغيرة هنا وجمهوريّة سقطت خلال فترة قصيرة هناك، تمّ إعلان تشكيل جمهوريّة كردستان العُظمى في اليوم الرابع من شهر آذار سنة 1925، ليصبح هذا اليوم التاريخي يوماً يحتفل به الأكراد كلّ عام، باعتباره يوم استقلالهم.
دولة عظمى في قلب الشرق، تمتد على مساحات شاسعة، فيها الجبال والأنهار والسهول والبحيرات وأراض زراعيّة واسعة، وفيها ثروات باطنيّة وثروات بشريّة. كردستان هذه يسكنها ملايين البشر، لغتهم الرسميّة هي الكرديّة، ولباسهم الرسمي هو اللباس الكردي، وعاداتهم كرديّة وأغانيهم كرديّة.
دولة كانت عاصمتها في بداية تشكّلها هي مدينة دياربكر، الضخمة والتي ستتحول مع مرور السنوات إلى مدينة كوزموبوليتانيّة، بلغ عدد سكانها في بداية الألفيّة الثالثة أكثر من خمسة عشر مليون نسمة. لكن ومع تأسيس الدولة واختيار ديار بكر عاصمة، ثارت باقي المدن الكبيرة، ثارت أربيل ومهاباد وكرمنشاه والسليمانيّة، أرادت كلّ منها أن تكون عاصمة الدولة الحديثة، فكانت سنوات العشرينيات، سنوات ثورات لا تهدأ في جميع أنحاء البلاد.
في بداية ثلاثينيات القرن المنصرم، عُقد اجتماعٌ تمّ تصنيفه كأهم اجتماع في تاريخ دولة كردستان. جاء الرجال وجاءت النساء من كلّ أرجاء البلاد، سياسيون وسياسيّات، ثائرون وثائرات، فلاحون وفلاحات، قادة وقائدات، عسكريون وعسكريّات، إقطاعيون وإقطاعيّات. جاء كلّ من يعمل في الشأن العام إلى اجتماع كبير يهدف لتحديد مستقبل كردستان؛ تحديد نوع الحكم، تحديد سير عمل المؤسسات، تحديد كيفيّة التعامل مع الأخطار الخارجيّة، ترسيم الحدود مع دول الجوار، والأهم من كلّ ذلك تحديد العاصمة الجديدة، والتخلص من صداع المنافسة بين مدن البلاد الكبيرة، مرة وإلى الأبد.
طالت أيام الاجتماع وتعالى الصراخ، وقيل إنّ بعض الأشخاص تبادلوا اللكمات، وقيل إنّ كثيراً من السباب والشتائم قد تطاير في قاعات الاجتماع. إلّا أنّ المجتمعين والمجتمعات، قد توصّلوا إلى نتائج، كانت مرضية إلى حدّ كبير بالنسبة لمعظم أكراد ذلك الوقت.
ما يهمنا من نتائج ذلك الاجتماع هو قرار نقل العاصمة من مدينة ديار بكر إلى مدينة أخرى. لم يتفقوا أثناء الاجتماع على مدينة أخرى كبيرة حتى جاء أحدهم بفكرة مجنونة (أو عبقريّة؟). قال الرجل الأشيب ذو الشارب الكث والذي يقارب السبعين من العمر، أحمد كالو: "لماذا لا ننقل العاصمة إلى مدينة صغيرة قصيّة؟ هكذا تحتفظ المدن الكبيرة بقوتها بالتساوي، ولا ينازع أحدكم أحداً مُلكَهُ". هزّ الناس الرؤوس استحساناً، وانتشرت همهمات وغمغمات في أرجاء القاعة، ثم ساد صمته كسره صوت عبطة بِينَاف، سليلة العائلة الإقطاعيّة والتي تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي بالقرب من بحيرة وان، حين قالت بصوتها الجهوريّ: "وأين هي هذه المدينة الصغيرة يا ابن كالو؟".
ساد صمتٌ في القاعة لم تشهده قاعات الاجتماع طوال الأيام السابقة. كلّ العيون توجّهت نحو الرجل المُسن، الذي أراد لصمته أن يطول أكثر. ابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال بصوته الواثق: "حين كنتُ جندياً عند الشيخ عبد الله النهري في تمردّه ضد حكم القاجاريين الظَلَمَة في شرق كردستان، هربنا غرباً بعد اشتداد الويلات علينا، هاجَمَنَا الشاه وجنده ولم يتركوا طفلاً ولا شيخاً ولا امرأة تنجو من نيرانهم ومن حرابهم، هدّموا بيوتنا وأحرقوا أراضينا ومن استطاع منّا الهرب، هرَب".
سكت الشيخ مستذكراً أيامه البعيدة. بعد لحظات قليلة أكمل كلامه: "هربنا غرباً، عبرنا جبال كردستان الخالدة، ثم عبرنا نهر دجلة، ووصلنا إلى الجزيرة الفراتيّة، في جنوب غرب كردستان، وأقمنا لشهور عديدة في مدينة تاريخيّة قديمة اسمها عامودا، اقترح أن تكون عامودا عاصمة كردستان".
تعالت أصوات الدهشة والاستغراب، فكثير من الموجودين لا يعرف أين تقع عامودا هذه. لكن ومع مرور نال الاقتراح استحسان الأكثريّة، وتمّ التصويت على أن تكون مدينة عامودا، عاصمة أبديّة لجمهوريّة كردستان العُظمى.
الرئيس المجنون
دارت السنوات وصار في البلاد ما صار في بلاد أخرى: ثورات وجوائح وحروب ومعارك وأمراض وفقر وثورة صناعيّة وتجارة وجفاف وفيضانات وما إلى هنالك، رؤساء تغيروا وبرلمانات أتت ثم رحلت ليأتي غيرها ويرحل، فالزمن قلّاب والأيام دول، مثلما يقولون، فلا يأمنن أحدكم لحكم الدنيا، فهي فانية مثلما يفنى بنو الإنسان.
جاءت سنوات السبعينات بكلّ ثوراتها اليساريّة العالميّة وبكلّ جنونها وتطرفها، واجتاحت جائحة اليسار واليسار المتطرف، وحتى الأناركيّة، صفوف شعب كردستان. عندما حلّت انتخابات الرئاسة نهاية سنة 1975 أقنع بعض الناس إسماعيله دِين بترشيح نفسه، وهو الرجل الذي يعرفه القاصي والداني في جنوب وغرب البلاد، وذلك بهدف إثارة السخريّة من الانتخابات ومن المرشحين. قال مناصرو إسماعيله دِين: "حسناً، هذه بلاد مجنونة، فليحكمها إذن شخص مجنون".
إسماعيله دِين (أي: إسماعيل المجنون) كما جاء في كتاب "هكذا تكلم سمو" للشيخ توفيق الحسيني، هو "شخصيّة فذّة، فريدة، عاتية، مبرقعة بجنون ذكي، وفطنة فيها من الغفلة والجهل شيءٌ أثير، وسلوك أرعن أحياناً، وشرس أيضاً طوراً. ففي طول البلاد وعرضها لا تجد أحداً لم تبلغ آذانه أحاديثاً وأخباراً عن طرائفه وهفواته، ونتف عن مسيرة حياته الهامشيّة المُشرّدة التي اختارها لنفسه بمحض إرادته ومشيئته بعدما تزعزعت ملكاته العقليّة وأصابها العطب في سويدائها في حين من الدهر.
ولا ندري متى جرى ذلك على وجه الدقة، ولا ندري أيضاً في أيّ مرحلة من مراحل سنواته الطويلة، التي ناهزت تسعين عاماً، وجلّ ما نعرفه أنّ اعتلاله العقلي كان في أعوام عنفوان فتوته بسبب صدمة عاطفيّة، وأنّه كان قبل ذلك يتمتع بأفضل ما يُمكن لفتى أن يتمتع به من فرط ذكاء وحدّة ذهن وسرعة بداهة وصفاء قريحة، وقد بلغنا من رجال ثقاة أنّه كان جريئاً مقداماً، وكانت له مواقف اتسمت بالرجولة والمروءة".
لكن ما لم يصدقه أحد حدث. صار إسماعيله دِين رئيس جمهوريّة كردستان الُعظمى، بداية سنة 1976 لمدة أربعة سنوات، يحكم بلاداً تمتد لآلاف الكيلومترات ويسكنها حوالي أربعون مليون نسمة.
غَضَبُ الناس من سياسات الحكومات المتعاقبة، من فشل النمو الاقتصادي ومن تعثّر خطط الدولة، من هجمات دول الجوار غير القانونيّة ومن عدم الأمن وعدم الاستقرار والسرقات والفساد، دفعهم إلى انتخاب إسماعيله دِين. كَفَرَ الناس بالأحزاب وبسياساتهم، وبالسياسيين الفاسدين. صاروا يقولون في الشوارع: "إنّهم لا يقيمون دولة الحق والعدل. فلندع مجنوناً يحكمنا، أفضل من أولئك الحمقى".
هكذا انتشرت حملة إسماعيله دِين في كلّ أنحاء البلاد وزواياها، دون أن يكون له يد في ذلك. ربما كانت الحملة الانتخابيّة الأنجح في التاريخ، لأنّها لم تكلّف أصحابها (أو صاحبها الأوحد إسماعيل) أيّ قرش. نجح في النهاية إسماعيله دِين بنسبة سبعة وستين بالمئة، في حادثة لم تتكرر ثانية في انتخابات كردستان. لم يجمع الأكراد على شخص قط، مثلما أجمعوا على إسماعيله دِين.
وصله الخبر حين كان راكباً على حماره، ذاهباً من العاصمة عامودا، حيث وُلد، إلى قريةٍ اسمها "خالد". لحقه صِبية، مثلما يفعلون دائماً، ينادون ويهتفون باسمه ويسخرون منه، لكن هذه المرة قالوا له: "إسماعيلو لقد أصبحت رئيسنا"، ثمّ ضربوا له تحيّة عسكريّة وهم يكبتون ضحكة السخريّة، وقالوا: "احترامي سيدي".
ظنّ إسماعيل إنّهم يسخرون منه، مثل عاداتهم، قال لنفسه: "أنا رئيس العالم، من أنتم؟"، ثمّ وبصوت عالٍ قال: "لعنكم الله، أدخل الله إيور آبائكم في فروج أمهاتكم"، وأكمل طريقه، ضحكوا بصوت عال لكنهم لم يلحقوا به مثلما جرت العادة.
وصل إسماعيل إلى قرية "خالد". كان الناس في انتظاره، وكذلك سيارات رسميّة والكثير من الجنود والحرس. ارتاب من هذا التجمع وقرر تغيير طريقه والرجوع إلى عامودا، إلّا أنّهم أوقفوه وأحاطوه بكلّ مظاهر الاحترام والإجلال، حتى أنّ أهل القرية هتفوا بشكل عفوي: "عاش إسماعيله دِين... عاش إسماعيله دِين"، لكن رئيس قسم التشريفات في رئاسة جمهوريّة كردستان العظمى، نَهرَهم قائلاً: "لم يعد إسماعيله دِين بعد الآن، اسمه السيد الرئيس إسماعيل كيكي"، فهتف الناس "عاش الرئيس إسماعيل... عاش الرئيس إسماعيل".
كثرت الأحاديث والأقاويل عن تلك الفترة، ولم تصلنا منها أيّة وثائق تؤكد أو تفني هذه الوقائع إلّا أنّ كثيراً من الأفعال التي قام بها إسماعيل حين كان رئيس جمهوريّة كردستان العظمى صارت قصصاً يتندّر بها الشيوخ، وحكايات ترويها الجدّات في ليالي الشتاء الطويلة (بعض هذه الأفعال منسوخة عن أفعال قام بها الرئيس الفرنسي "بول ديشانيل" الذي حكم سنة 1920، وعرفت فترة حكمه القصيرة بأفعاله الغريبة التي أجبرته لاحقاً على الاستقالة، ومن ثمّ تمّ إيداعه في مصحة للأمراض العقليّة لعدّة أشهر).
على كلّ حال كانت سنوات أربع، عاش فيها الأكراد حريّة لم يجربوها مع أيّ رئيس آخر، إذ أتاح إسماعيل كيكي للناس فعل ما تريد بحريّة دون قيد أو شرط، كما أوجد قوانيناً تدعم المساواة بين الناس وتدعو إلى الإخاء والمحبة والعدالة.
أراد إسماعيل أن يعيش الناس بحريّة، عرفها هو حين كان مجنون البلاد الأكثر شهرة، وبكرامة لم يعرفها حين كان الناس يسخرون منه في كلّ شارع يصله. هكذا حكم إسماعيل كيكي كردستان، بالعدل والمحبة والكرم، وبتمكين الرجال والنساء وبتوفير فرص تعليم متساويّة للجميع، وبمنح حريّات جماعيّة وشخصيّة، كيلا يُصاب أحد آخر بجنون أصابه، ويعيش حياة لا تتوفر فيها مقوّمات الحريّة.
سنوات حكمه كانت سنوات الحكم الوحيدة التي لم يُعدم فيها أي شخص في جمهوريّة كردستان، فقد كان إسماعيل يقف بحزم ضدّ أي قرار إعدام. كان يقول: "أأنا ربكم حتى أحكم على أحدكم بالموت؟ من أنا لأقول لكم ما أقول لكم؟".
تحكي حكاية من حكايات الرئيس الجديد أنّه ألقى خطاب القسم في مدينة عامودا، مسقط رأسه. فَرِحَ الناس بالخطاب وقابلوه بتصفيق حار وهتافات شقّت عنان السماء، ما ألقى في قلب إسماعيل سعادة لم يعرفها قبلاً، فأعاد عليهم الخطاب مرة ثانيّة.
في حكاية أخرى، قيل إنّ دولة بعيدة قلّدت إسماعيل وسامها الأرفع، كنوع من حملة لبناء علاقات متبادلة بين تلك الدولة وكردستان. فرح إسماعيل بالوسام فرحاً شديداً، وأراد أن يُظهر الوسام لأبناء شعبه الكردي. قيل إنّه نزع ثيابه كلّها في الطائرة التي أقلته عائداً إلى الوطن، حتى أصبح عارياً تماماً. وضع الوسام بعدها على صدره العاري ومن ثمّ نزل من الطائرة متفاخراً بوسامه.
جدتي أيضاً، كانت تحكي لنا ضاحكة عن زيارة الرئيس إسماعيل كيكي إلى بيتهم في حيّ قدور بك في القامشلي، أثناء زياراته التفقدية لأحوال الرعيّة في جمهوريّة كردستان العظمى. اجتمع رجال الحيّ ونساؤه مع جديّ لاستقبال رئيس الجمهوريّة، عزف الرجال على الدف والزِرنة (أو المِجوز بلغة عرب البلاد) وزغردت النساء وصنعن أطايب الطعام، فهذه هي المرة الأولى التي يزورهم فيها رئيس الجمهوريّة، رغم أنّ إسماعيله دِين كان دائم التردد عليهم قبل أن يصير رئيساً، حين كان منبعاً لتعليقاتهم الساخرة بحقه.
نهايات عجائبية
جلس الرئيس إسماعيل كيكي في صدر ساحة البيت، ولا نعلم لماذا اختار بيت جديّ من بين كلّ بيوت المدينة. تحدّثوا عن مواضيع سياسيّة ومواضيع اقتصاديّة، بينما كان إسماعيل يحدّق في التنور المتموضع في الجانب الآخر من الساحة، وكانت جدّتي تخبز مع صديقاتها خبزاً طازجاً على شرف رئيس الجمهوريّة. يبدو أنّ إسماعيل لم يحتمل رائحة الخبز الطازج، فأراد أكل بعضه.
فجأة وقف وراح يذرع الساحة جيئة وذهاباً، دُهش الناس ولم يعرفوا كيفيّة التصرف في حال كهذه، حتى ذهب إسماعيل إلى جدتي وأخذ رغيفاً من يدها كانت قد أخرجته لتوها من التنور، وبدأ يأكله بشهوة. قال له جدّي: "لو انتظرت قليلاً لكنّا جلبنا لك الخبز مع الحساء، الطعام ينتظرنا يا سيدي". فقال إسماعيل: "من عادات أهل النرويج أن يأكلوا الخبز الطازج قبل وجبة الطعام الرئيسيّة، أتعرفون أين تقع النرويج؟ أنا أعرفها وزرتها لأنّني رئيس جمهوريّة كردستان العظمى". تنهي جدّتي قصتها ضاحكة وهي تقول: "من يصدق أنّ إسماعيله دِين كان رئيسنا".
بعد انتهاء ولايته الدستوريّة الأولى رفض إسماعيل كيكي أن يترشح إلى فترة رئاسيّة ثانية، رغم إنّ شعبيته عَظُمت، بسبب الحريّة والرخاء اللذين عمّا أرجاء كردستان خلال فترة تسلمه الحكم، لكنّه أبى، وعاد إلى حماره وتنقلاته بين مدينة عامودا والقرى المحيطة بها، إلى أنّ مات بعد انتهاء فترة رئاسته بسنوات قليلة.
هكذا رحل إسماعيله دِين، دون أن يترك خلفه أثراً، ولا حتى قبراً يُزار. لم يترك سوى قصصاً يتناقلها الأكراد حتى اليوم، مثلما يتناقلون خمراً معتّقاً من جيل إلى جيل. رحل إسماعيل خفيفاً مثلما عاش خفيفاً، يحبّ الناس ويحبّ الخير لهم. رحل إسماعيل، أعقل من وَرِثَ الأرض، حتى لو سُمي بالمجنون في كتب التاريخ. ومن يصدّق التاريخ سوى المجانين؟
Comentários